كرهت جمالي

[center]بصعوبة ومشقة أقوم من مقعدي الوثير أجرجر ساقين ثقيلتين ما البث أن أعجز عن الوقوف 0 أكاد أن أسقط 0 أعود أجلس التقط أنفاسي لاهثات منقطعات 00 أقبع في قلب مقعدي ذاك الذي أحب وكأني أهرب إلية من نفسي00 لكنها للأسف سرعان ماتبدأ تتساقط أحجار الذكريات 00 محترقات كجمر يشعل الأحداث 00ويكـوي الأجداث ؟! آه أنه الواقع المقرف الذي أعيشه الآن وحدي 00آه 00 أنها الحقيقة الجارحة تهوى إلى فؤادي كأنها صاروخ 000فتتناثر قطع الذكرى حولي 00 تجرحني 00 تحطمني 00 تسحقني 00 وكأني انطرح في حجر ليل عارم الظلام سادر السواد ، بعد أن ضاع كل شيء سوى الخمود والهمود والندم والوحدة والخواء 0

اليكم حكايتي تلك التي عشت مع الحب والمال والمغامرة والخيانة 00 والمؤامرة ، كنت فتاة فاتنة الحسن لافتة بجمالها الأنظار ، لم يكن أحد يراني إلا ويتمناني ، بعد أن يسقط في الحال صريع غرامي00 قتيل هيامي0وبدون مبالغة ، وبعد أن تكرر هذا المشهد عدة مرات ، وتكرر نفس الموقف عدة مرات 0 فهمت حقائق كثيرة 0 عرفت وقائع كثيرة 0 جعلتني أدرك قيمة نفسي ، وأقدر أهمية ذاتي 0 فلم أعد أعبأ بأحد ولم أعد أعني بانسان0 فجأة 00 تملكتني أنانية طاغية 0 سلبتني الإحساس بالناس وأبعدتني عن الشعور بمشاكلهم أو الشفقة على مشاعرهم 00 فعشت لنفسي ولنفسي فقط 0 حتى تصورت روحي وكأنني بجعه أسطورية بارعة الجمال 0 ذات ريش ملون نادر بديع يركض وراءها الصيادون ويلهث خلفها الراغبون0 وذات مساء 00 دعيت الى حفل عيد ميلاد زميلة لي في الجامعة 0 زميلة ثرية 00 تتيه بمالها على الجميع فهي بين فترة وأخرى تأتي بسيارة مختلفة 0 من هذا النوع من السيارات الغالي الثمن 0 وأما عن الثياب والأناقة فقد كانت أقرب ماتكون الى عارضات الأزياء اللاتي يعملن في أشهر دور الأزياء في عواصم الأناقة في العالم0 وبكل اهتمام حرصت أن أبدو في قمة جمالي ، فانتقيت ثوباً ذهبياً مرصعاً 0 واخترت الحلي الثمينة التي تليق وتتماشى معه 0 ورسمت بعناية ماكياج وجهي 0 وتركت شعري الطويل مهدلا فوق ظهري 0 فكان إطارا طبيعياً خلابا أحاط بجمالي فأكده وأظهرة0 دلفت الى الحفل وماهي الا لحظات حتى أحاطت بي الأنظار من كل اتجاه كنت أشبه بالشمس الساطعة التي أشرقت أشعتها الذهبية فبددت بوجودها الظلمات0 بعد برهة أعود الى نفسي استجمع أسلحتي فأسير الى جوار صديقتي الداعية وقد سلطت أضوائي على عيون الحاضرين بحيث لايرون أحدا سواي وأكدت لي الابتسامات اللزجة الساذجة صدق إحساسي ومدى توقعي 0 ولم يكن لطموحي حدود تعوق تمدده ولم أكن أتوقع أن أتغير الى هذه الدرجة 0 فقد نظرت أمامي وأذ بعيني تستقران 0 تتسلطان على عيني والد صديقتي ذاك المليونير المشهور الواسع الثراء0؟

وضعت يدي في يده سلمت علية وأنا أدنو منه حتى أكاد أن التصق به كي أراه بوضوح 00بل00كي أجعله يراني بوضوح 00 أحسست به يتلهف على بقاء يدي في يده 0 وعلي وجودي بالقرب منه وأبتسمت0 وكانت ابتسامتي له سحبت مقاومته لي0 فإذا به يبادلني حديثاً منفرداً 0 وجبينه يتصبب عرقاً ، وكأنه يبذل مجهوداً مضاعفاً لاحتمال الوهج المشع من جسدي 00 الذي يكاد يشعل النار في بدنه 0 رغم قوة التكييف وبرودة المكان ! انصرفت عنه مبتعدة 0 ولكنه بقى يتبعني 0 وكأني ناديته 00 ولم أعد أشعر بأحد غيرة 00 وكأن رجال الحفل كلهم قد تحولوا الى شخص واحد 00هو00 هذا00 الرجل !0وفي اليوم التالي كان بداخلي شعور غريب يشدني الى البقاء في البيت يجعلني لاأشغل التليفون بمكالماتي الخاصة العادية التافه 00 وصدق إحساسي 00 أتاني صوته يحادثني وكأنه عاشق متيم غارق في هواي منذ زمن 00! حقيقة لم يكن لطموحي حدوداً تعوق تمدده 0 ولم يكن لأحلامي أفق تقف عنده 0 تستدير معه 00 بل كانت تحلق نحو الفضاء وكأنها سفينة فضائية ستبقى تبحر الى الأبديه! وأعجبني صوته الناضج استهواني أسلوبه السامي في الكلام 0 أذهلني احترامه العظيم لنفسه 0 أبهرني تقديره البالغ لي 0 ومعاملته الخاصة المتميزة وكأني ملكة تمسك بيدها الصولجان ! وأحببته 0 بسرعة أحببته0 تعلقت به كما لوكان هو ضالتي التي أبحث عنها منذ خلقت 00 وأثر في كياني شدة تعلقه هو بي 00وكأنه عثر على نصفه الآخر الذي يتمناه وينشده 00 منذ نظرت عيناه نساء هذه الدنيا! وتزوجنا 00 دون معرضة تذكر 0 فصديقتي 0 ابنته لم تعارض وأن كانت قد فوجئت 0 الا أنها وافقت تلبية لرغبة أبيها 0 خاصة وأن أمها منفصلة عنه منذ عدة سنوات أما أهلي فقد باركوا هذا الزواج 0 وان أعترض أخي الأكبر بسبب فارق السن الكبير ، لكن 00 لم يصغ لصوته أحد وسط ضجة الأعداد والترتيب لعقد الزواج 0 وعشت معه شهور عسل طويلة لذيذة ، وأن كانت تنغصها أحياناً كثيرة غيرته الشديدة ، حتى تعبت أعصابي وقررت أن ابتعد عن هذا الجو المحموم، وصممت أن أصارحه بنيتي في الابتعاد والانفصال! وعلى عكس توقعي 0 وافق في الحال على طلاقي منه وكأنني ذبحت رجولته وطعنت كرامته حين أخبرته برغبتي في الانفصال عنه 00 وطلقني 00 وسط دموع ذهولي وعجبي ودهشتي!! وأفقدتني الصدمة المروعة توازني 00 كيف يحدث هذا لي؟! كيف يقبل فكرة طلاقي منه هكذا بسهوله دون توسل وتودد 00 ورجاء ؟! بل00لماذا فعل هذا بي ؟! لماذا لم يكلمني ؟! لماذا لم يناقشني ويحاول أن يفهمني ليعرف سبب سخطي وسر نفوري ؟! أه 00 لم يكن حباً أذن 00 وإنما كانت مجرد نزوة ! وفي محاولة يائسة مني لتغطية خجلي مما حدث 0 اندفعت وراء مغامرة عاطفية عاجله ، أعدتها لي صديقة سابقة عندما عرفتني بأبن عم صديقها00! وبصوت هامس رجوتها أن تساعدني على نسيان مأساة طلاقي التي قتلت طموحي وجرحت أنوثتي0 وجعلتني أعتقد ان الناس تشمت فيما أصابني بسبب غروري واعتزازي وكبريائي وترفعي 0 وفكرت كثيراً في موقفي الجديد بين الناس 0 فأنا أعرف أن المطلقة تحيطها الأقاويل 0 فما بالك لوكانت شابه جميلة تختصها الهمسات بكثير من الغموض لعدم معرفة السبب الحقيقي في طلاقها المفاجئ ؟!! ولم أستهن بهمس الناس 0 حرصت أن أتعلم الحكمة من هذا الدرس القاسي 0 كما تعلمت أن الملم أشلاء كرامتي المبعثرة وأنوثتي المهدرة تلك التي مزقتها شظايا طلاقي 00نعم00 كانت الأزمة قاسية جداً على نفسيتي خاصة وأنني تصورت أنه من المستحيل ان يتسغنى عني ، وأن يعيش يوماً بدوني 0 وانغمست مع صديقتي في تيار النسيان ، كنت أريد أن أداوي جرحي النازف ، وأن أمسح ماحدث من الماضي ، أن أبعده عن الحاضر 00 وأن أفقد ذاكرتي0 وتجاهلت ماكان 00 واعتدت هذا التجاهل الى أن جاءتني صديقتي السابقة تخبرني أن أباها يحبني ويريدني ويتمناني زوجة له من جديد لأنه لم يتحمل حياته وحدة 00 بعد أن عاش الحب معي وذاق العشق معي00! ووافقت 00 نعم 00 وافقت كي استرد كرامتي وكي أعيد اعتبار أنوثتي 00 كي أخرس ألسنه السوء حولي سمعتي 00 رجعت 00 بعد أن صممت على الثأر مما أصابني والانتقام 00 لما 00 أصابني ! والتقينا 00 كأننا غرباء 0 لانعرف كيف نبدأ الحوار 00 عجزنا فعلاً عن تبادل اللوم أو العتاب 00! وانسابت بنا الحياة تقليديه مملة روتينية بطيئة خانقة ومالبثت أن عدت الىعلاقتي السابقة بصديقتي القديمة وبأبن عمها 00 دفعني الى ذلك الجفاء العاطفي بيني وبين زوجي ، والتباعد المعنوي ، الذي فصلنا عن بعضنا البعض وأن بقينا زوجين 00 فوق الورق فقط! ولم يعد النوم يعرف طريقاً الى عيوني ، تعلمت السهاد 0 أدمنت الأرق بعد أن قتلني الزهق فزهدت في كل شيئ حتى في استكمال دراستي 00 وغاب عني الطموح بعد أن ضاع مني الأمل وتاه الحب0 ولم يعد لدي شيئ يستهويني أو يثيرني أو يحرك رغبتي في فعل أي شيئ 00 ولم يساعدني زوجي على أن أحبه ، أو أكرهه 0 فقط تباعد عني بقلبه وكأنه ندم للمرة الثانية على اقترانه بي ! وطالت بي الأمسيات وامتدت بي الليالي 0 ولم يكن يسليني أغلب وقتي سوى صديقتي التي تربطني بها علاقة ما 0 لاأدري كنهها0 بأبن عمها ففتحت لها أبواب بيتي وقلبي وأتمنتها على كل أسراري !! وحدث أن سافرت مع أهلي في سفرة صيف طويلة لم يصحبني زوجي خلالها 0 فقد كان متباعداً عني بعواطفه 0 متشاغلاً بأعماله 00 فبقى هو وسافرت أنا 00 على أن تلحق بي صديقتي وأبن عمها بعد فترة قصيرة ولحق بي ابن عمها ذاك الشاب العاطفي الذي لايكف عن بث حبه لي ونقل مشاعره تجاهي 00ولم تأت هي00! وأنتهت الإجازة وعد الى بيتي وكأنني أدخل الي بيت آخر جديد كأن كل شيئ فيه مختلف حتى رائحته اختلفت حتى نباتات الحديقة تغيرت 00الله؟! ماهذا؟! من الذي فعل هذا ؟! ماسبب كل هذا التغيير والتبديل؟! ونظرت بعمق الى زوجي كان يبدو أكثر شباباً وإشراقا كان متألقاً تشع من عينيه إشاعات السعادة والبهجة والحيوية ولم أرى وجهه جميلاً ولاابتسامته جميلة مثلما رأيته في هذا اليوم00! وتعلق قلبي بين الحياة والموت وأنا أستقبل صديقتي التي جاءت تخبرني بكل وقاحة أنها تحب زوجي أكثر مما أحبه أنا وأن علي أن أتركه لها في هدوء ودون شوشرة والافضحتني وكشفت علاقتي بأبن عمها خاصة وأنها تملك من الادله الكثير!! أه 00 كيف لي أن أبكي ؟! خيانة الزوج أم غدر الصديقة ؟! آه 00 كأنني تعلقت بين السماء والأرض كأنني صرت أمشي رأساً على عقب00!!وبصوت يشبه حشرجة الموت وافقتها على كل طلباتها وخرجت من بيتي ومن حياته ومن حياتها خاسرة كل شيئ 00 حتى أبن عمها كرهته حتى الموت 0 ظننته تآمر علي وأوقع بي في غرامه من أجل تحقيق مطامعها وتنفيذ أغراضها 00!! وعدت الى نفسي 00 لاأعرف أين أسير وكأنني أخطو عمياء نحو أفق مجهول أمشي مسلوبة مأخوذة ساهمة شاردة لاأعرف ماذا يصدر عني أهو صوت بكائي أم أنين خداعي ؟! ولم أعد أملك غير دمع جائش يسيل من تلقاء ذاته ، قد يؤنس وحدتي وأنا أقبع حزينة في غرفتي 00 حيث الهواء مخنوق ، مخلوط بالعطور والبخور والدخان !! وأظل أسأل نفسي هل تحطمت إرادتي ؟! بعد أن تحطم طموحي ؟! وهل لم أعد قادرة على هزيمة الفشل داخلي بعد أن ذقت خيبة الأمل في حياتي؟! وأبقى أفكر 00 ترى مسؤولية من كانت؟! هل هي مسئولية ذاتي التي زين لها الغرور ان الجمال هو كل شيئ وهو الآمر الناهي 00 هو القادر على كسر القيود وسحق الحواجز وهدم السدود؟ أم هي مسؤولية أهلي الذين أعمى عيونهم بريق المال ورحيق الثراء 0فألقوا بي بين أحضان رجل أكبر من أبي 00 أملاً في حياة أفضل وطمعاً في مكاسب أحسن؟! وبين فترات الحيرة والتساؤل أحس بنفسي وقد كرهت حريتي وكرهت جمالي وكرهت زماني 00اذ لم يعد يلازمني شيء غير الندم والوحدة والخواء حيث أظل أعاني الفراغ 00 فراغ الروح00والقلب00والوجدان 00! وبين وقت وآخر أحس دموعي تؤنس وحدتي 0 تخفف لوعتي0 تحاول أن تخرجني من أزمتي تلك التي طالت وامتدت وتعمقت0